[size=18][b][center][color:cf1e=red]
لقد عمد كثير من المسلمين كبارا وصغارا اليوم – هدانا الله وإياهم - إلى تشويه ما جمّل الله به أشرف شيء من ابن آدم وأجمله , ناهيك عن العصيان المتكرر يوميا لأوامر الله تعالى , وهناك بعض القنوات تعرض قضايا مهمة في جانب الأخلاق والرقائق , وبالمقابل تظهر شباب بلباس إفرنجي حالقي اللحى و مسبلين الثياب.. متجاهلين النهي الوارد في هذا الداء الذي من أخطر ما فيه هو العصيان لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , وهذه البلوى قد عمت وطمت , نسال الله أن يصلح أحوالنا جميعا , فعلى المسلم أن لا يقسم الدين إلى قشر ولباب وليمتثل لأوامر الله تعالى القائل { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } الحشر/7 , وقال المهيمن { لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا ..( إلى قوله تعالى ) ..فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } النور /63, وقال العليم الخبير { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا } وقال الرؤوف الرحيم { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا } النساء /65 .وهاك بعض ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من أدلة قاطعة على وجوب إعفاء اللحية .
قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم
* " خالفوا المشركين ، أحْفُوا الشَّوارب وأَوفوا اللِّحى "). متفق عليه.)
* " جُزُّوا الشوارب وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس "). رواه مسلم). قال الحافظ في " الفتح " ( 10/296 ) : .. فإنهم (أي المجوس) كانوا يقصون لحاهم , و منهم من كان يحلقها "
* " قُصُّوا سِبَالكم, َوَوفِّرُوا عثانينكم, وخالفوا أهل الكتاب " ( السلسلة الصحيحة/1245)
* " أنهكوا الشوارب و أعفوا اللحى . (صحيح الجامع 2520)
* " أعفوا اللحى و جزوا الشوارب و غيروا شيبكم و لا تشبهوا باليهود و النصارى . (صحيح الجامع 1067)
[color:cf1e="DeepSkyBlue"]حديث " قصوا " وفي لفظ " جزوا " وفي لفظ " احفوا الشوارب واعفوا اللحى " ** متفق عليه من حديث ابن عمر بلفظ " احفوا " ولمسلم من حديث أبي هريرة " جزوا " ولأحمد من حديثه " قصوا
و في الحديث الصحيح عن بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم :" من تشبه بقوم فهو منهم "فالتشبه بالكافرين حرام وإن لم يقصد ما قصدوه بدليل هذا الحديث كما قال بعض أهل العلم (انظر الأمر بالاتباع ص147 ت/الشيخ مشهور آل سلمان).
وهناك أحاديث تدل على أن اللحية من سنن الفطرة .
ومما يدل على أن حلق اللحية امر خطير انها إجتمع فيها شيئين محظورين البدعة والمعصية .
فإن البدعة كما قال سفيان الثوري (رحمه الله) أحب إلى إبليس من المعصية , ما بالك لو اجتمعتا ؟؟
قال الإمام الشافعي (رحمه الله) :" اجمع المسلمون على أنّ من استبان له سنّة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها بقول أحد " ( تحفة الأنام .. للعلامة السندي رحمه الله ص28).[/color] .
ومن العجب العجاب أن نسمع جعجعة ولا نرى طحينا , فكثير من الأئمة يدندنون من على المنابر بوجوب متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب الأخذ بأقواله , فإذا نظرت إليهم وجدت وجوههم ملساء تعكس الضوء من شدة أثر الموسى على الجلد , والبعض منهم وخاصة ممن يظهر على الشاشة يضع الدهون والزيوت في وجهه ويندد بوجوب مقاطعة الكفار ونصرة خير البشر عليه الصلاة والسلام , وهو لا يستطيع آداء ما أوجبه الشارع عليه ويقفز للواجب الذي لا يستطيعه .
و إذا سألنا كثير من الشباب عن سبب حلقهم للحية أجابوا :" سمعت فتوى للشيخ فلان بأنها سنة ولا يضر حلقها " بل انا شخصيا سمعت إمام مسجد يوعظ الناس ويعلمهم أحكام مناسك الحج فسأله أحد الحاضرين :" يا شيخ واللحية هل نحلقها بعد قضاء المناسك " فقال له :" إذا أحببت من يمنعك فإن الله جميل ويحب الجمال " .
ولكن كما قال الإمام الشاطبي (رحمه الله) :
لا يصح له (أي السائل) أن يسأل من لا يعتبر في الشريعة جوابه , لأنه إسناد أمر إلى غير أهله , والإجماع على عدم صحة مثل هذا , بل لا يمكن في الواقع لأن السائل يقول لمن ليس بأهل لما سئل عنه : أخبرني عما لا تدري , وأنا أسند أمري لك فيما نحن بالجهل به على سواء , ومثل هذا لا يدخل في زمرة العقلاء , إذ لو قال له دلني في هذه المفازة على الطريق إلى الموضع الفلاني , وقد علم أنهما في الجهل بالطريق سواء , لعد من زمرة المجانين , فالطريق الشرعي أولى لأنه هلاك أخروي وذلك هلاك دنيوي خاصة " الموافقات للإمام الشاطبي (4/262)
وله كلام آخر في الاعتصام يحذر فيه من التقليد الأعمى وإتباع الهوى وان لا يسلم الإنسان نفسه لمن يفسد عليه دينه ودنياه حيث قال
:" لا يصح أن يخطر بخاطر العامي ولا غيره تقيلد الغير في أمر مع علمه بأنه ليس من أهل ذلك الأمر , كما أنه لا يمكن أن يُسلم المريض نفسه إلى أحد يعلم أنه ليس بطبيب إلا أن يكون فاقد العقل "
ووالله إن الجمال الكامل في الرجل أن يكون ذا لحية , وهذا قد اعترف به بعض الشباب التائب أنه لما عثر على صورة قديمة له قد أخذها بدون لحية فوجد فارق كبير بين الصورتين.
هذا من باب التجمل أما بخصوص اللحية فهي شعيرة من شعائر الإسلام واجبة الامتثال ولا نغتر بهيئة زيد او عبيد مهما كانت رتبته , فاللحية ليس هي وحدها الدين ولكنها من الدين و قد يتميز بها المسلم عن الكافر , واليوم كما قال بعض العلماء انه يعسر على المسلم أن يفشي السلام على من عرف ومن لم يعرف لأنه لا تمييز بين المؤمن والكافر في الظاهر ...
يتبع بإذن الله
.
.../...
لاتنسوني من خالص دعائكم
اختكم
زهورة [/color][/center][/b][/size]